يبدو عبدالباري عطوان، غاضبا جدا من الرئيس الأمريكي «دونالد ترمب»، غضبه ليس لأن ترمب غير حقوقي وغير إنساني كما يدعي، بل لأنه لم يضم السعودية للدول السبع، التي أصدر أمرا تنفيذيا يفصل التعامل معها، كان مالك صحيفة القدس العربي سابقا، يملأ التلفزيونات ووسائل التواصل الاجتماعي، تبشيرا بترمب، كما الهتيفة في حارات الزعران، ويعد المملكة بويلات وبمذابح ستطالها، ثم فوجئ أن الرئيس الأمريكي، تعامل مع المملكة من مبدأ الشركاء والحلفاء.
عطوان يقدم نفسه كخبير في الشأن الغربي والعربي، لكنه ينسى أحيانا التحليل، ويتفرغ للكيد، كما تكيد «الولايا» ويغارون، فقط لأن الحكومة الأمريكية الجديدة، تنبهت لتحامل الإدارة السابقة، ولم تضع السعودية ضمن الدول التي قد تشكل خطرا على أمن أمريكا والعالم.
ربما لم تكن سوى أمنيات «عطوانية» متجددة، إذ تأكد للجميع فيما بعد، أنها غير مبنية على تحليل سياسي عميق، - بالطبع لم يكن «عطوان»، الوحيد الذي أخفق -، لكنه كان محملا بآمال عريضة، أن يقاتل ترمب «الرياض» بالنيابة عنهم، ويحقق ما عجز عنه أعداء المملكة طوال عقود.
عبدالباري لا يمثل نفسه، فهو يمثل تيارا نما في الستينات، واستمر في نظرته الإقصائية المتحاملة على عرب الواحات في الجزيرة العربية دون تمييز أو عدالة، المثير أن عرب النفط نجحوا في دولهم، بينما حول أصدقاء عطوان بلدانهم لدول فاشلة.
هو لا ينافح عن القيم الإنسانية ويعلي مكانتها كما يدعي، فقد قضى سنوات طويلة يكتب ويدافع عن بن لادن ويصفه بالشيخ، كما كان يصف الإرهابيين في السعودية الذين قاموا بعمليات تفجير ونحر، بالشباب المجاهد، فكيف أضحى اليوم مدافعا عن قيم الإنسانية، وصديقه بن لادن اعترف بقتل الآلاف في نيويورك وواشنطن والرياض ومكة وينبع وغيرها الكثير.
شلة عطوان، دائما ما يقومون بخطوة للوراء، مع كل موقف سياسي يحمل احتكاكا مع السعودية، ولعل حرب الخليج، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر، والخريف العربي، وأخيرا ما أسفرت عنه الانتخابات الأمريكية، تعطي إشارة صغيرة للفخ الذي يوقعون أنفسهم فيه، فلا هم الذين نجحوا، ولا هم الذين ارتاحوا من هذا العداء المستقر في قلوبهم.
تيار القومجية المنتقل من حضن أحزاب البعث، إلى حضن إيران، وحزب الله، وجماعات القاعدة، كان يدور ولا يزال، عند رغبة إزالة السعودية من الخارطة، يروجون للمعايير المزدوجة، ويطبقونها ببراعة، فهم ديموقراطيون مدافعون عن قيم الحضارة الغربية عندما يتحدثون باللغة الإنجليزية، متلونون مدافعون عن قيم الرجعية، إذا تحدثوا وكتبوا بالعربية.
علاقة عبدالباري عطوان بالسعودية علاقة قديمة، تعود إلى أوائل التسعينات الميلادية، عندما كان يعمل بإحدى الصحف بمدينة جدة، وقتها لم يظهر موقفا عدائيا، بل انتفع من وظيفته - وهو حقه الذي عمل من أجله -، لكنه كالكثير من رموز التيار المناوئ للمملكة، تكسبوا منها ولم تأخذ من أموالهم شيئا، لا مقابل ضرائب، ولا نظير خدمات مجانية قدمت لهم ولأسرهم، وهو في الوقت الذي يكره السعودية التي ساهمت في بناء حياته، يدافع عن بريطانيا التي تأخذ 45% من دخله كضرائب، فهل لو قدر له وهاجر لبلد آخر، سيقول عن البريطانيين ما يقوله عن السعوديين اليوم.
عطوان يقدم نفسه كخبير في الشأن الغربي والعربي، لكنه ينسى أحيانا التحليل، ويتفرغ للكيد، كما تكيد «الولايا» ويغارون، فقط لأن الحكومة الأمريكية الجديدة، تنبهت لتحامل الإدارة السابقة، ولم تضع السعودية ضمن الدول التي قد تشكل خطرا على أمن أمريكا والعالم.
ربما لم تكن سوى أمنيات «عطوانية» متجددة، إذ تأكد للجميع فيما بعد، أنها غير مبنية على تحليل سياسي عميق، - بالطبع لم يكن «عطوان»، الوحيد الذي أخفق -، لكنه كان محملا بآمال عريضة، أن يقاتل ترمب «الرياض» بالنيابة عنهم، ويحقق ما عجز عنه أعداء المملكة طوال عقود.
عبدالباري لا يمثل نفسه، فهو يمثل تيارا نما في الستينات، واستمر في نظرته الإقصائية المتحاملة على عرب الواحات في الجزيرة العربية دون تمييز أو عدالة، المثير أن عرب النفط نجحوا في دولهم، بينما حول أصدقاء عطوان بلدانهم لدول فاشلة.
هو لا ينافح عن القيم الإنسانية ويعلي مكانتها كما يدعي، فقد قضى سنوات طويلة يكتب ويدافع عن بن لادن ويصفه بالشيخ، كما كان يصف الإرهابيين في السعودية الذين قاموا بعمليات تفجير ونحر، بالشباب المجاهد، فكيف أضحى اليوم مدافعا عن قيم الإنسانية، وصديقه بن لادن اعترف بقتل الآلاف في نيويورك وواشنطن والرياض ومكة وينبع وغيرها الكثير.
شلة عطوان، دائما ما يقومون بخطوة للوراء، مع كل موقف سياسي يحمل احتكاكا مع السعودية، ولعل حرب الخليج، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر، والخريف العربي، وأخيرا ما أسفرت عنه الانتخابات الأمريكية، تعطي إشارة صغيرة للفخ الذي يوقعون أنفسهم فيه، فلا هم الذين نجحوا، ولا هم الذين ارتاحوا من هذا العداء المستقر في قلوبهم.
تيار القومجية المنتقل من حضن أحزاب البعث، إلى حضن إيران، وحزب الله، وجماعات القاعدة، كان يدور ولا يزال، عند رغبة إزالة السعودية من الخارطة، يروجون للمعايير المزدوجة، ويطبقونها ببراعة، فهم ديموقراطيون مدافعون عن قيم الحضارة الغربية عندما يتحدثون باللغة الإنجليزية، متلونون مدافعون عن قيم الرجعية، إذا تحدثوا وكتبوا بالعربية.
علاقة عبدالباري عطوان بالسعودية علاقة قديمة، تعود إلى أوائل التسعينات الميلادية، عندما كان يعمل بإحدى الصحف بمدينة جدة، وقتها لم يظهر موقفا عدائيا، بل انتفع من وظيفته - وهو حقه الذي عمل من أجله -، لكنه كالكثير من رموز التيار المناوئ للمملكة، تكسبوا منها ولم تأخذ من أموالهم شيئا، لا مقابل ضرائب، ولا نظير خدمات مجانية قدمت لهم ولأسرهم، وهو في الوقت الذي يكره السعودية التي ساهمت في بناء حياته، يدافع عن بريطانيا التي تأخذ 45% من دخله كضرائب، فهل لو قدر له وهاجر لبلد آخر، سيقول عن البريطانيين ما يقوله عن السعوديين اليوم.